الأحد، يوليو ٠٨، ٢٠٠٧

قرأت أنّ السجائر مضرة بالصحّة ... فقرّرت الإقلاع عن القرائة!

منطق "الفهلوة" ... منطق لم تخترعه شرطة مصر الموقرّة حينما أقرّت فكرة "قرأنا أن التعذيب تمّ تصويره في أقسام الشرطة ... فرّرنا منع التصوير!" ... "آفات الفكر" مثل الفهلوة، والسطحية، والتسلقيّة، والنفاق والمحاباة، إلخ من سفاهات ثقافتنا ... وآفات السلوك مثل "البلطجة"، التحرّش بالنساء، إحتقار الآخرين وتكفيرهم، إلخ ... صارت كلّها الآن جزءا لا يتجزّأ من ثقافة المصريين في هذا الزمن القبيح ... و أخالف من يقول أنّ السبب هو الحكومة (الّتي لا أبرّئها) ولكنّ أقول أنّ حكومة مصر وشرطتها مكوّنة من أناس من نفس أبناء جلدتنا يمارسون علينا ما مورس عليهم قبل أن يصلو إلى السلطة ... يرون كلّ من حولهم يمارس البلطجة للإستيلاء على ما لا يحقّ له فيفعلون الشيء ذاته حينما يصلون للسلطة الّتي تعطيهم القوّة اللازمة للبلطجة ... يرون المسلين يكفرون "خصومهم" من المسيحيين فيكفّروا هم خصومهم من المعارضة ويرمونهم بتهم الخيانة والعمالة والإنقلابية وحتّى الكفر والظلال والاشرعية (كالجماعة ... الهأّو "محظورة") ويبقى أن أقول أنّ لا يمكن أن يقود ذئب قطيعا من الخرفان ولا أن يقود خروفا قطيعا من الذئاب، والقلّة مهما طغت وتجبّرت لا تصنع صقافة الأغلبية، قياتنا وحكوماتنا هي مرآة نرى فيها أنفسنا وواقعنا وحقيقتنا وسقوطنا الأخلاقي والحضاري ... الشرطة تغتصب النساء في السجون لأننّا نتحرّش بهم إلى حدّ الإغتصاب في شوارع وسط البلد ... الشرطة تمارس البلطجة وهتك العرض لأنّ أحيائنا مليئة بالبلطجيّة وهاتكي أعراض النساء ... أنظروا إلى أنفسكم ترون من يحكمكم ... كان هناك زمن في مصر لا يستطيع في المجرم أن يسرق ولا ذوي النفوس المريضة أن يتعرّضوا لإمرأة (ولو كانت عاهرة!) لأنّ الناس قبل الشرطة كانت ستردعهم ... لو أن فتاة (بدون صراخ) إلتفتت لرجل لتنهاه عن قلّت أدبه لما خارج من هذا المكان حيّا بسبب ما كا سيفعله الناس به ... "إستقيموا يرحمك الله" والإستقامة هنا الّتي درج المسطحون على وضعها في سياق تسوية الصفوف عند الصلاة (الّتي باتت لا تنهى عن شيء ولا تدلّ على شيء) المقصود بها السلوك العام ... الإستقامة هي البعد عن التفكير الملتوي ... الفهلوي ... وبناء عليه الإلتزام بالسلوك المستقيم ... الخالي من الإزدواجية (أصلّي بس أعاكس نسوان ... ده نقرة وده نقرة!!!) والخسّة ... وتذكّروا أنّ يوما سيأتي تقفون فيه أمام من يرى ما بداخل النفس وما يمكن إخفائه عن البشر لا يمكن إخفائه عن علاّم الغيوب ...

ليست هناك تعليقات: